الأحد، 8 يونيو 2008

لشعر العباسي

((نظرة عامة على الادب في العصر العباسي))..ازدهر الأدب العربي في العصر العباسي في بغداد في نصف القرن الثامن.بلغ العصر الذهبي للثقافة والتجارة الإسلامية أبهى عصوره في عهد هارونالرشيد وابنه الخليفة المأمون. بدأ النثر يأخذ وضعه الصحيح بجانب الشعر، ولم يخرج الأدب الماجن آنذاك عن حدود التعاليم الدينية. لم يسهم الكتابالعباسيين فقط في ازدهار عهدهم ولكن أيضا تركوا أثرهم علي النهضة الأوروبية. كان أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ (776 -869) هو علامةالنثر في ذلك الوقت، كان الجاحظ ابنا لعبد من العبيد في بغداد، تلقىالجاحظ دراسته العريقة في البصرة، والعراق وأصبح واحدا من أبرز المفكرين، ومن أهم مؤلفاته كتاب الحيوان الذي يتضمن مقتطفات من نوادر الحيوانات موضحا مزيجا فضولي من الحقيقة والخيال، ويعد كتابه أيضا "البخلاء" هو بمثابة دراسة فطنة في النفسية الإنسانية، وكان تلك الكتاب من أحسن الكتب التي استكشفت وأوضحتطباع الشخصية العربية، في ذلك الوقت. استحوذت أبحاث الجاحظ وكتاباته علي جزءا هائلا من الأدب العربي.ومع النصف الثاني من القرن العاشر، ظهر شكل جديد من الأدب يسمى بالمقامات، تسرد تلك المقامات نوادر عابر سبيل يتكسب عيشه بذكائه وفطنته.قدم تلك المقامات البادي آل زمان الحمدانية (1008 d.)،ولكن وجد اثنين وخمسون فقط من أربعة آلاف من مقامته،فالباقي لم يصمدوا عبر الأجيال. ثم جاء الحريري (1122 d.) ليطور في هذا الشكل الأدبي، حيث استخدم الحريري نفس شكل المقامة ولكن استبدل الراويوالبطل الذي يتصف بأنه شخص متحايل. قلت شعبية المقامات فقط عند ظهور اللغة العربية الحديثة. الحياة الفكرية والعلمية وتأثيرها على الشعرفي العصر العباسي انتقل مركز الحكم من دمشق الى بغداد في العراق، وفي هذا العصر نشطت الحياة الفكرية العلمية والأدبية، وتوافرت أسباب وعوامل التقدم الحضاري، وسمي ذلك العصر بالعصر الذهبي.استمر العباسيون ينظمون في الأغراض الشعرية القديمة – أي الجاهلية والاسلامية-، ولكن بما يتلاءم مع حياتهم وأذواقهم، وبيئتهم وحياتهم الجديدة، وهناك من اعترض على بعض الأغراض القديمة، كالوقوف على الأطلال، ورأى فيها تقوقعا وشيء لا يتلاءم مع العصر. وفي هذا العصر ظهرت أغراض جديدة لم تكن من قبل، مثل: الغزل الفاضح، والشعر الخمري – شعر وصف الخمرة والتغني بها – وشعر الزهد، والشعر الفلسفي وغير ذلك وفي العصر العباسي نشطت حركة النثر بما يتلاءم والنهضة الحضارية واستخدم النثر في مجالات كثيرة كالموسوعات الأدبية، والسياسية والاجتماعية والتاريخية والعلمية، وفي هذا العصر وضعت قواعد البلاغة. وفي الأندلس نشأ الأدب العربي وكان باتصال مستمر مع تطور الأدب العربي العباسي.الشعر العباسيتحول الشعر في هذا العهد إلى زينة اجتماعية ، أو وسيلة كسب ، أو تعبير عن واقع الحياة وآمال الشعب وآلامه . 1-منزلة الشعر والشاعر : #الشاعر بلبل القصور ونديم الملوك وروح الغناء .#وهو لسان الحياة في شتى مظاهرها . 2-أقسام الشعر العباسي وأغراضه : أ) الشعر الرسمي : *هو مدح للأمراء واستدرار لأكفهم . *هدفه الكسب وأسلوبه دغدغة الأثرة الملكية . *مغالاة في المعاني ، وتزييف في العواطف . *جلال القدم وتأن وتنميق . ب)الشعر الشعبي :هو الذي يردد أصداء الحياة ويميل إلى إرضاء الناس عامة ومنهوا مايلي : 1-اللهو والغزل :# تعدى الغزل حدود التقليد العربي وأغرق في الفحش إلى حدودالشذوذ المقيت .# سهولة وابتعاد عن الصعب . # خضوع للغناء . 2-الخمر : - إكثار من وصف الخمر والغناء ووصف مجالسهما . - مجاهرة بالدعوة إلى ممارسة الخمرة والغناء .- مبالغة جرت الكثيرين إلى الإلحاد والزندقة والاستهتار بالدين . 3-الزهد والتصوف : - شيوع التزهد والتوجد في من قسم من الشعر . - تطور شعر الزهد عن شعر الدين .-ت طور الشعر الزهدي إلى شعر صوفي . 4-الحكمة : - نحا الشعر الحكمي نحوا جديدا في العمق .- عالج مذاهب حياتية مستقاة من الفلسفة والتجربة .- أصبح فلسفة مع أبي العلاء المعري .احصائيات حول الشعر في العصر العباسي بلغ متوسط عدد القصائد للشاعر الواحد 146 قصيدة ومتوسط عدد الأبيات في القصيدة الواحدة هو 11 بيتا ومتوسط عدد الأبيات للشاعر الواحد هو 1636 بيتا .وأكبر عدد للقصائد سجل في هذا العصر هو 2039 قصيدة لابن الرومي وثاني عدد هو 1000 قصيدة لأبي نؤاس . وأكثر الأبيات لابن الرومي وهي 30530 بيتا يليه منصور النمري بـ 22515 بيتا . ومن أشهر شعراء هذه الحقبة هم الخليفة هارون الرشيد والخليفة المأمون والخليل الفراهيدي والمتنبي وغيرهم . اشهر شعراء العصر العباسي هم شعراء عاشوا في العصر العباسي واشتهروا بنظم الشعرومنهم من شعراء المعلقات ذاع صيتهم في ارجاء البلاد الاسلامية آنذاك وقد عرفوا كأشهر من نار على علم ومنهم: ابو فراس الحمداني وابو نواس وابو العلاء المعري والمتنبي وابو تمام وبشار بن برد. (( أمير الشعراء في العصر العباسي))أبو الطيب المتنبي # تاريخه : هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي المتنبي الشاعر الحكيم ، وخاتم ثلاثة شعراء ،وآخر من بلغ شعره غاية الارتقاء . وهو من سلالةعربية جعفي بن سعد العشيرة إحدى قبائل اليمانيةولد بالكوفة سنة 303هـ في محلة كندة ، ونشأ بها وأولع بتعلم العربية من صباه ، وكان أبوه سقاء فخرج به إلى الشام . ورأى أبو الطيب أن استتمام علمه باللغة والشعر لا يكون إلا بالمعيشة في البادية ، فخرج إلى بادية بني كلب فأقام بينهم مدة ينشدهم من شعره ويأخذ عنهم اللغة فعظم شأنه بينهم . وكانت الأعراب الضاربون بمشارف الشام شديدي الشغب على ولاتها فوشى بعضهم إلى لؤلؤةأمير حمص من قبل الإخشيدية بأن أبا الطيب ادعى النبوة في بني كلب ، وتبعه منهم خلق كثير ، ويخشى على ملك الشام منه . فخرج لؤلؤة إلى بني كلب وحاربهم وقبض على المتنبي وسجنه طويلا ، ثم استتابه وأطلقه .فخرج من السجن وقد لصق به اسم المتنبي مع كراهته له . ثم تكسب بالشعر مدة انتهت بلحاقه بسيف الدولة بن حمدان فمدحه بما خلد اسمه أبد الدهر .وتعلم منه الفروسية وحضر معه وقائعه العظيمة مع الروم حتى عد من أبطالالقتال رجاء أن يكون صاحب دولة . ثم قصد كافور الإخشيدي أمير مصرومدحه ووعده كافور أن يقلده إمارة أو ولاية ، ولكنه لما رأى تغاليه في شعره وفخره بنفسه عدل أن يوليه . وعاتبهم بعضهم في ذلك ، فقال : يا قوم ، من ادعى النبوة بعد محمد ( صلى الله عليه وسلم )أما يدعي المملكة بعد كافور ، فحسبكم فعاتبه أبو الطيب واستأذن في الخروج من مصر فأبى . فتغفله في ليلة عيد النحر ،وخرج منها يريد الكوفة ومنها قصد عضد الدولة بني بويهبفارس مارا ببغداد ، فمدحه ومدح وزيره ابن العميد فأجزل صلته وعاد إلى بغداد . وخرج إلى الكوفة فخرج عليهأعراب بني ضبة وفيهم فاتك بن أبي جهل ، وكان المتنبي قد هجاه هجاء مقذعا فقاتله قتالا شديدا حتى قتل المتنبيوابنه وغلامه سنة 354هـ . شعره : لا خلاف عند أهل الأدب في أنه لم ينبغ بعد المتنبيفي الشعر من بلغ شأوه أو داناه . والمعري على بعد غورهوفرط ذكائه وتوقد خاطره وشدة تعمقه في المعاني والتصورات الفلسفية يعترف بأبي الطيب ويقدمه على نفسه وغيره . ومن قوله : إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنّن أن الليث يبتسم ومن قوله أيضا : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم [/ALIGN]